قصــــــــة وحكمـــــــــــة

يروي الفيلسوف الصيني //( لي هــتز) هذه الأسطوره المملؤه بالحكمه
فوق تل من تلال غابه نائيه , كان يعيش رجل شيخ , مع ابن له وجواد00
ذات صباح هرب الجواد واختفى , فأقبل الجيران على الشيخ يعزونه في نكبته بفقد جواده 000 فقال لهم الشيخ :
ومن أدراكم أنها نكبه 00؟
فصمتوا وانصرفوا أجمعين 000! ولم تمض أيام حتى عاد الجواد إلى صاحبه من تلقاء نفسه , لاوحده , بل مصطحباً معه عديداً من الخيول البريه فعاد الجيران إلى الشيخ , فرحين مهنئين بهذا الغنم الموفور , وهذا الحظ السعيد , فنظر إليهم الشيخ بهدوء , وقــــال :
ومن أدراكم أنه حظ ٌ سعيد 0000؟
فسكتوا مذهولين , وانصرفوا متحيرين , ومرت الأيام 00! وجعل ابن الشيخ يروض الخيول البريه , فامتطى منها جواداً عنـــيــداً فسقط من فوق صهوته إلى الأرض , فكــسرت ساقه , فرجع الجيران مرة أخرى إلى الشيخ محزونين , يبثونه ألمهم لما وقع لولده , ويعزونه في هذا الحظ العــاثر 000!
فقال لهم الشيخ برفق :
ومن أدراكم انه حظٌ عـــاثر 000؟
فانصرفوا صامتين 00! ومضى العام وإذا حربٌ تقوم , وجَـنـد الشباب ,
وأرسلوا الى الميدان : فلاقي أكثرهم الحتف , الا ابن الشيخ , فان العرج الذي بقدمه أعفاه من الذهاب الى الحرب, وأنقذه من ملاقاة الموت!000
الى هنا تنتهي قصة الفيلسوف الصيني , ولو أنه استرسل فيها لما فرغنا من تعاقب السـعد والنحـس على الحادث الواحد , ذلك أن لكل شيء نهاره وليله,
يدوران حوله بغير انقطاع , ولكن الانسان ’فى نظرته القصيرة وذاكرته الضعيفة , لايرى الحادث الافى حلقاتة المنفصلة, وأجزائه المتقطعه : ونتائجه المؤقتة, ومؤثراته المفاجئة : فعينه لاتستطيع أن تشمله فى جمله: لان جملته ممتدة في الغد , وعين الانسان لاترى الغيب !000
********
ولو أستطاع إنسان أن يشمل بنظرته الأمس واليوم والغد وأن , يتتبع حادثاً
أو رجلاً بعينه , لرأى العجب 000 فهذا الغنى الذي يملك الملايين سيرى أمواله قد بددها وريث , وهذا الوريث سيكون له أولاد فقراء , ومن هؤلاء الفقراء يخرج واحد ينشئ ثروة , وهكذا دواليك : يأتى المال من العدم , ويذهب المال في العدم , ويولد من السعد نحس ومن النحس سعد 00! ساقيه لاتكف عن الدوران ولاتقف طول الزمان .. ليس هناك في حقيقه الأمر حظ زاهر ولاعاثر لأن الساقيه الدواره لاتبقى أحداً في موضعه ولاشيئاً في مكانه !00 أنما نسميه حظ ليس إلا وقوف نظرنا المحدود على وضع من الأوضاع في وقت من الأوقات , وأن فرحنا أو بكائنا لهذا الحظ سوى قلة صبرنا على أنتظار البقيه , شأننا في ذلك شأن المشاهد للقصه تمثيليه !00أنه يضحك أو يبكي بكل مايصيب البطل دون أن ينتظر ختام الروايه 000
لعل أدارة الشعور والأدراك فينا قد جعلت على هذا التركيب المناسب بحياتنا القصيره 00 فنحن نأخذ كل حادث يمر على أنه البدايه والنهايه , لا أنه الحلقه في سلسله طويله !00
أن الأنسان الذي أعطى الحكمه ليس , في حقيقة الأمر إلا ذلك الذي أعطى العين التي ترى الأشياء في جملتها لافي جزء منها , وفي تعاقبها لافي وقوفها !00
الأديب العظيم أيضاً له تلك العين الي ترى الحقيقه الكامله في حياة البشريه , تلك العين التي تبصر الساقيه في دورانها 000وهذا ليس بالأمر الهين!00
أنه للبشر من أصعب الأمور , ومن أجل هذا كانت الحكمه في الأرض نادره , لأن الحكمه وحدها هي التي ترى الساقيه وهي تدور 000هي التي ترى الحقيقه الكامله 0 !

مشكووره على القصه الرووعه

تقبلي مروري

تسلمي على المرور العسل منك

قصـه رووعـــهـ ..^^

مشــكــوووورهـ حـبيبـتــي star.pink

لآعدمـنـآآكــ ..^^